في سورة يوسف قال تعالى : قالوا لئن أكله الذئب ولم يقل افترسه، والذئب يفترس؟
مرحبًا بكم زوار < مناهل العـلـم > الباحثين عن الإجابة الصحيحة والنموذجية للسؤال التالي: في سورة يوسف قال تعالى : قالوا لئن أكله الذئب ولم يقل افترسه، والذئب يفترس بيت العلم.
نتشرف أعزاءنا الزوار طلاب وطالبات جميع المستويات الدراسية بزيارتكم وثقتكم بنا وأختياركم لمنصتنا التعليميّة المتميزة التي تظم نخبة من المعلمين الأكفاء، لنطرح بين أيديكم حل سؤال: في سورة يوسف قال تعالى : قالوا لئن أكله الذئب ولم يقل افترسه، والذئب يفترس؟
كما يقدم موقع ”مناهل العـلـم“ الحلول اليومية للواجبات المدرسية والاختبارات الدراسية، وذلك بمواكبة تطور المناهج وتلبية احتياجاتكم، ونقدم لكم اليوم حلاً نموذجياً للسؤال التالي:
في سورة يوسف قال تعالى : قالوا لئن أكله الذئب ولم يقل افترسه، والذئب يفترس ؟
الحل النموذجي هو:
يقول القرآن : « قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ»
و لقد وقف الملحدون يهللون حول هذه الآية قائلين : أنه كان من الأفضل أن يقول ( افترسه الذئب ) لأن الأكل كلمة عامة .. أما الافتراس فهو من طبيعة الحيوانات وتدل على الوحشية فهى أنسب للمعنى ...
و الرد على ذلك بسيط للغاية :
فالافتراس فى اللغة هو ( دق العنق ) و أنت لو رأيت مشاهد على التلفاز للنمور و الأسود و هى تقتل ضحاياها .. تراها تعصر أعناقها بفكوكها أولا قبل أن تنهش لحومها .. هذا هو الافتراس ..ما عدا الذئب فهو الوحيد الذى يأكل فريسته حية دون أن يدق عنقها لأن فكه ضعيف لا يقدر على عصر العنق كما يفعل الأسد مثلا ..
و لهذا لم يذكر القرآن الافتراس هنا ..
العجيب فى الموضوع أن أخوة يوسف حينما اختاروا الذئب بالذات انفضح كذبهم أمام أبيهم .. فلو اختاروا الأسد مثلا .. لكان الأمر مقبولا لأن الأسد حينما يجوع يذهب لقطيع من الغنم فيختار واحدة فقط ..
أما الذئب فمن طبعه الإفساد و الخبث .. فهو يقتل لا بسبب الجوع و لكنه لحبه فى القتل .. فإذا حل بقطيع – و مربو الماشية يعلمون هذا الكلام – يقوم بقتل الغنم جميعا ثم يأكل واحدة منهم فقط !!
فلو كان ذئبا هو من حل بهم .. لكان على الأقل قتل منهم أثنين أو ثلاثة و ليس واحدا كما يدعون ..
و لا عجب أن ترى أبيهم يعقوب هو الذى أرشدهم لهذه المقولة فقال لهم : و أخاف أن يأكله الذئب و أنتم عنه غافلون .. لأنه كان يعلم جيدا صفات الذئب .. كان من الممكن أن يقول لهم ( أخاف أن يأكله الأسد ) وقتها لو قالوا نفس كلامه لما استطاع تمييز كذبهم .. لكن اختياره للذئب و تكرارهم نفس كلام أبيهم فضحهم فالذئب لا يقتل ضحية واحدة .. و لما رأوا نظرات التكذيب فى عين والدهم أعقبوا قائلين (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ) .. ثم بعدها نزل الوحى على يعقوب أن الله سيجمعك بهم جميعا فى يوم من الأيام فتأكد لديه كذبهم ..
و استعمال أبناء يعقوب لكلمة أكله أيضا فيه دهاء و خبث .. فأكله تدل على أن يوسف لم يبق منه شىء قد يدفع يعقوب للبحث عنه .. بخلاف الافتراس الذى قد يترك فيه الحيوان المفترس جزءا من بقايا الضحية .. مما قد يحث يعقوب على الانطلاق بحثا عن بقايا ولده الحبيب و قد تنكشف حينها حيلتهم بالكامل.