العوامل المؤثرة في الشخصية
العوامل التي تؤثر في شخصية الفرد
عرفت فيما سبق أن الشخصية خلاصة تفاعل الفرد كلياً مع بيئته بكل مكوناتها؛ حيث تؤثر مكونات شـخـصـيــة الـفـرد الذاتية، الموروثة جسمياً، وعقلياً، ونفسياً في شخصيته وتتأثر تلك المكونات بعدة عوامل خارجية وداخلية.
أولاً - العوامل الداخلية:
ويقصد بها العوامل الخاصة بالفرد من حيث أجهزة جسمه، وأعضائه وسلامتها، ونضجها، وصحتها، وتتأثر بالوراثة بالدرجة الأولى، ومن ثم البيئة. ومن أهم الأجهزة والأعضاء المؤثرة بشكل واضح ومباشر نفسيا : الجهاز العصبي، والجهاز الغددي. لاحظ الشكل (۱).
الجهاز العصبي
الجهاز العصبي هو الذي يشرف على جميع الوظائف العضوية والعقلية ويحقق وحدة الفرد وتكامله، وبدونه لا يستطيع الإنسان أن يعيش ولا يمكن للجسم أن يقوم بأي نشاط، أو حركة، أو وظيفة، ويتكون من ملايين الخلايا، ومن أهم المكونات للجهاز العصبي :
١- المخ : وهو الذي يسيطر على سلوك الفرد، وينظم ردود فعله، واستجاباته، ويقع وسط الرأس، ويعد المنظم الأكبر، والقوة الموجهة لكل فعل إنساني.
٢- المخيخ : يقع في المنطقة الخلقية من المخ، ويعمل على تنسيق الحركات الإرادية التي تحتاج إلى تناسق كبير من العضلات كالمشي، والسياحة، والكلام والكتابة.
٣ - جذع المخ : ويتصل بالحبل الشوكي، وفيه تستقر الوظائف اللاإرادية الضرورية للحياة كحركة القلب والتنفس، وهو المركز التي ترد إليه الأعصاب الواردة من اللسان، والأنف، والعين والأذن.
هذه هي مكونات الجهاز العصبي الذي يشرف على جميع الوظائف العضوية، والعقلية ويحقق وحدة الفرد، وتكامل بنيته النفسية، فأي خلل في مرحلة النمو يؤثر في شخصيته فقد يصاب الإنسان بالشلل بسبب ضمور خلايا الجهاز العصبي لسبب ما، أو تهتكها بسبب حادث، أو قد يفقد أحد ،قدراته ووظائفه كالسمع، أو البصر، أو القدرة على التذكر وما إلى ذلك.
الجهاز الغددي
الوظيفة الأساسية للغدد هي إفراز مواد يطلق عليها اسم الهرمونات التي تؤدي دوراً مهماً في تنظيم جميع وظائف الجسم الحيوية، وتنظيم النمو وتؤثر بقوة في النشاط العام للفرد وتنظم عمليتي الهضم، والتمثيل الغذائي، وتتأثر بالوراثة، والتغذية بشكل كبير؛ لذا فهي شديدة الأهمية في بنية شخصية الإنسان. والغدد نوعان : الغدد الصماء، والغدد غير الصماء.
١- الغدد الصماء:
وتتصل هذه الغدد بالأوعية الدموية ولا توجد لها قنوات مستقلة، وإنما تفرز هرموناتها في الدم مباشرة، وهو بدوره ينقلها إلى الخلايا، والأعضاء الخاصة بها لتمارس تأثيراتها عليها، وأهم الغدد الصماء الآتي :
- الغدة النخامية : وهي غدة صغيرة بحجم الحمصة، ويبلغ قطرها سنتيمتراً واحداً ووزنها نصف غرام، وموقعها في قاع المخ، وهي التي تقود بقية الغدد.
- الغدة الدرقية: وتقع أسفل الرقبه وأمام الحنجرة على جانبي القصبة الهوائية، ولها علاقة بتنظيم المواد الغذائية، وتحويلها إلى طاقة كما أن لها علاقة بالتفكير، و الانفعال والإدراك، وهي موضوعات يدرسها علم النفس.
- البنكرياس : ويفرز هرمون الأنسولين الذي ينظم استهلاك، وضبط السكر في الدم، وإذا زاد الأنسولين نتج عنه الشعور بالجوع والرعشة والقلق والتعب، وإذا قل أصيب الإنسان بالسكر وشعر بالخمول والوهن .
- الغدد الكظرية : وتقع فوق الكليتين وتعمل على تنظيم ضغط الدم مقاومة التعب العضلي، وتنظيم دقات القلب، وزيادة إفرازات السكر في الجسم في المواقف الصعبة .
- الغدد الجنسية : ( الخصيتان في الذكر، والمبيضان في الأنثى ) ولهما علاقة في النمو والبلوغ.
٢ - الغدد غير الصماء:
وهي التي تفرز هرمونات خارج الدم مثل : ( الدمعية، واللعابية، والعرقية).
ثانيا - العوامل الخارجيه :
ويقصد بها البيئة التي يعيش بها الفرد ،مكانية واجتماعية ونفسية تحيط بالفرد، ويتفاعل فيها، ومعها فتؤثر هذه العوامل في شخصيته، وكما يقال: والإنسان ابن بیئته ، يتشربها، وتتكون شخصيته من خلالها، ومن أهم تلك العوامل الخارجيه :
١ - الأسرة :
وتعد أول بيئة تتلقى الفرد فالام وصحتها وسلامتها، وتغذيتها قبل وفي أثناء الحمل والرضاعة، وخلوها من الأمراض، ونضجها نفسياً، وعقلياً، وجسمياً، ينعكس تأثيره على صحة وسلامة الجنين، ثم المولود، ثم الفرد الذي تترعرع شخصيته بون يديها وفقاً لقيمها، وأخلاقها، وكذلك الأب درب الأسرة، بكل قيمه، وآرائه، وتعامله مع الطفل، وإسهامه في تنشئته، وقربه منه نفسياً وعاطفياً، ثم بقية الأفراد قرباً أو بعدا، والأخوة والأخوات ، والأقرباء. فالأسرة تظل النواة التي تنمي، وتطور شخصية الفرد، وتهتم به من جميع النواحي، فهي توفر الأمن والاستقرار الذي يشعر به الفرد، والأسرة التي تقوم على التفاهم والتحابب، والمودة والرحمة؛ فإنها في الغالب تنتج طفلاً سويا، وتؤثر إيجاباً على شخصيته، أما الأسرة التي تكثر فيها النزاعات المستمرة، والتوتر الدائم فإنها تخرج إلى المجتمع أطفالاً غير أسوياء وتؤثر سلبا على شخصيتهم.
٢ - المدرسة :
بعد المدرسة المكان الثاني للطفل بعد الأسرة؛ ففيها يمارس أنشطة كثيره ويعبر من خلالها عن ميوله، ورغباته وقدراته وذلك في المختبرات، والمكتبات، والملاعب التي تهيؤها المدرسة ، وعملية التعليم والتعلم التي تتم في المدرسة تؤثر في شخصية الفرد، وفي خبرائه، وآرائه، وافكاره سلباً وإيجابا بحسب إسهامها في تربية الفرد وتنشئته.
٣- الأقران (الزملاء) :
إن الإنسان يتأثر بصديقه؛ لأنه كائن اجتماعي يحب أن يكون الفاً ومالوفاً، فهو يشعر بالأنس حين يكون مع من يحب، ويتأثر به، ورسولنا الكريم يوجهنا إلى حسن اختيار الصديق حيث يقول : المره على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل (١).
٤ - المسجد :
من الوسائط التربوية المهمة التي تؤثر على الشخصية، فهو يكمل رسالة الأسرة والمدرسة فالفرد يتعلم فيه تعاليم الدين الحنيف الذي يرشده إلى الاتجاه الصحيح في حياته، وعلى الفرد تعلم أمور دينه بطريقة سليمة.
٥ - وسائل الإعلام :
ويقصد بها الإذاعة، والتلفزيون، والسينماء، والصحافة عموماً، والإنترنت، وكل ما يمكن أن يزود الفرد بالمعلومات والتسلية، وتؤثر هذه الوسائل على شخصية الإنسان فهي تسهم في تشكيل عقله ووجدانه، وتوجه تفكيره إلى ما هو أرقى دائماً إذا كان المضمون مفيداً ورفيعاً وذلك من خلال الحرص علي تقديم البرامج والمواد الإعلامية الهادفة، وهذه الوسائل تعد من أخطر العوامل الخارجية التي تؤثر في الفرد وآرائه، واتجاهاته، وقيمه، ولهذا فإن مهمة الإعلام تزويد الناس بالاخبار الصحيحة والمفيدة التي تساعدهم في تكوين الرأي الصائب، كما يؤدي دوراً جيداً في الترفيـه والتسلية والإمتاع حتى يتيح للمشاهدين الترويج والاستمتاع بما لا يخل بقيم المجتمع.
عوامل بناء الشخصية الناجحة
العوامل المؤثرة في البنية النفسية
العوامل المؤثرة في المناخ
محددات الشخصية
دور البيئة في تكوين شخصية الفرد
العوامل المؤثرة بالانجليزي
تكوين الشخصية في علم النفس
العوامل المؤثرة في تكوين شخصية الطفل